بسم الله و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، سيدنا و حبيبنا محمد النبي الأميّ الأمين ، و رضي الله تعالى على الصحابة و التابعين بإحسان إلى يوم الدّين و حسُــن أولئك رفيقا و بعد :
إلى طالب علم خامد !
قم أيها المارد!
استيقظ من رقدتك، وانتبه من غفلتك، فما عاد يُحتمل منك طول الرقاد!
أيُنقص الدين من أطرافه وأنت تنام قرير العين، هانىء النفس، مرتاح الضمير؟!
أترضى بالدنيَّة في دينك وبك رمق من عيش، أو بين جوانحك عرقٌ ينبض بالحياة؟!
لك الله! كم علاك ران الغفلة حتى ما عاد يرهقك الوجع!
أما أيقظتك صيحة النملة في أهلها: [يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم]؟!
أما أحرجتك غَيرة الهدهد على جناب التوحيد، وهو ينادي بالوعيد: [ألَّلا يسجدوا لله..]؟!
أما أحيت قلبك لهفة الميِّت على قومه بقوله: [يا ليت قومي يعلمون]؟!
أم أخافتك حمحمات الباطل، فقعدت تلملم أطرافك من شدَّة الفزع؟!
كيف تنام ملء عينيك وعواء الذئاب من حولك؟
لقد علا صوت الباطل، وظهرت خفايا الرزايا، وقام قائم البدعة لينعق بما كان يتوارى به بين الزوايا، وأطلَّ الشرك برأسه البغيض، وأطبقت الفتن على القلوب، وأنت تغط في سبات عميق، فمتى تُفيق؟!
أراك ركنت للراحة والدَّعة، واشتغلت بالعرض الفاني، وانغمست في فضول المساكن والملابس والمراكب والمطاعم والمشارب، فقل لي: متى تشبع؟
أو لعلَّك انكفأت على نفسك تجمع من المسائل العلمية فروع الفروع، والكثير من الناس أضاعوا أصول الأصول، فيا لك من جموع منوع!
أما آن لما في قرطاسك المكنون أن تراه العيون؟!
انفض عنك غبار الكسل، واطرد عن جفنك خدر الوسن، فميدان الدعوة إلى الله - تعالى - يناديك ـ أحوج ما يكون إليك ـ فجد بما لديك ـ جُعلت فداك! قبل أن يصل داعي الضلالة إليك، فيدركك الهلاك.
منقول للأمانه